29‏/3‏/2009




عليك السلام.. يا عبد السلام


بقلم: بدر مكي*

انه جزء أصيل من احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية.. ساهم في نجاحها في مهد المسيح .. ونقل زهرة المدائن إلى هناك .. بكلماته التي كتبها عبر سهر الليالي.. لتكون عنوانا للاحتفالية .. التي أخذت القدس من هنا .. إلى عواصم العرب والعجم.. تألق الشاعر الشاب عبد السلام العطاري .. من بيت كريم .. جعل من بيوت الشعر تتراقص بهمس وطني محموم .. في شوارع وأزقة وحواري مخيماتنا في الضفة وغزة ولبنان .. برائحة خبز الطابون وبرتقال يافا وزيتون بيرزيت والميرمية من أطراف عرابة .. وهكذا انطلق العطاري مبتعدا عن وظيفته الرسمية .. وربما قد حلف عليها بالطلاق ثلاثا .. ليجول بجسده النحيل .. إلى حيث أصدقائه في الكويت وتونس والجزائر ومصر الأردن ولبنان و.. أحبهم وأحبوه.. وكانت الاحتفالية بالكلمات التي قيلت وخطها العطاري أمام المئات من عشاق القدس وفلسطين على اختلاف المشارب.
عبد السلام يعترف بان النجاح الذي تحقق لم يكن ليكون كذلك.. لولا ثقة وزيرة الثقافة.. التي ابتعدت عن هموم الرياضة ومشاكلها حينا.. لتساهم أبو دقة في مسيرة القدس الثقافية.. دفعتنا جميعا نحو الانصهار بهذه الاحتفالية .. بطريقتنا نحن في وزارة الشباب والرياضة.. في يوم مشهود برام الله بمشاركة الآلاف.. وهي كانت في بيت لحم .. مع عشاق الشعر والأدب.. مع محمود درويش ورفاق دربه من مختلف الأمصار.
وكان إسماعيل التلاوي رئيس لجنة التربية والثقافة والعلوم.. وكأنه من كوكب آخر .. فقط كوكب فلسطين .. هذا الرجل المبدع في العطاء والانتماء.. كان أكثرنا فلسطينية ربما.. ولكنه الأكثر فرحا من الداخل.. وهو يقدم الاستحقاق المطلوب منه لبلده التي طالما تغنى بها في الخارج.. وعاد لوأد سنين عجاف أصابت الثقافة الفلسطينية مع غيره من أقرانه الأدباء والكتاب والشعراء.
نجحنا في الافتتاح.. بفضل هؤلاء نساء ورجالا.. ولا ننسى اختنا اعتدال عبد الغني التي تابعت كل صغيرة وكبيرة ليكون النجاح في المستوى المطلوب.. وهكذا كان.
شكرا لكم جميعا .. والشكر موصول للسيد الرئيس الذي كان البوصلة نحو النجاح ليس بحضوره الافتتاحية فقط، بل لثقته في القائمين على العمل الذين نجحوا بامتياز وابهروا الحضور.. وكان التلاقي في برامج الاحتفال بين الداخل والشتات.. من القدس .. غزة.. الناصرة.. مار الياس.. و.. و.. لقد كان يوما مشهودا.. واقل ما نقول لكم.. شكرا.. على أمل أن تستمر الاحتفالية كما هو مخطط لها.. وان تقام فعالياتها بالقدس.. وقد فعل المستحيل أبناؤها.. ليقولوا كلمتهم في اليوم الموعود.. رغم انف الاحتلال.
والشكر موصول لكل من شاركنا في احتفالية القدس من العرب وقد حضر قسم منهم إلى وزارة الشباب، وسمعتهم يتحدثون عن القدس وفلسطين، ولفت انتباهي الكلام الرائع لرئيسة جمعية >كويتيون من اجل القدس< السيدة لولوة الملا، التي تحدثت عن مساهمة الفلسطينيين في نهضة الكويت وخاصة في مجال التعليم والتطبيب، وأكدت انه لولا وجودهم لما شعر الكويتيون بالانجاز الذي تحق في بلادهم في هذين الصعيدين، كما تحدثت عن فجر الثورة الفلسطينية والذي بنيت أساساته في الكويت، كانت وغيرها فخورة ومعجبة ربما .. بالعطاري الذي أدى الأمانة. يجب أن نكون حريصين على علاقاتنا مع إخوتنا العرب، وهم ذخرنا الاستراتيجي في معركتنا الطويلة مع الاحتلال وبهذا يكون بعدنا العربي القومي، نعم النصير لنا.. وقد تحدثوا .. العرب الذين جاءوا إلينا عن فلسطين الحاضر.. وكم أبهرتهم بيت لحم ورام الله.. وهم .. سيقفون معنا.. في عملية بناء .. فلسطين المستقبل.


* محرر في صحيفة الحياة الجديدة لفلسطينية



ليست هناك تعليقات: